تعتبر مشكلة الهدر المدرسي في الوسط القروي وخاصة ما يتعلق بتمدرس الفتاة بعد حصولها على شهادة الدروس الابتدائية، من المشاكل الصعبة التي تعاني منها جماعة إمسوان، فرغم توفر إعدادية بمركز الجماعة و مقر للداخلية خاص بالتلميذات ونقل مدرسي يوصل الفتيات يومياً إلى مدارسهم فمازالت بعض القرى لا تلتحق بناتها بالسلك الاعدادي إلا قلة قليلة.
الفتاة الامسوانية :
لدى أغلب الفتيات في مختلف المدارس الابتدائية رغبة كبيرة في التعلم والاجتهاد؛ فمقارنة مع الذكور فالتلميذات أكثر إهتماماً بدروسهن ويحصلن على معدلات جيدة وعلى المراتب الأولى غالباً.
مرحلة الانتقال إلى الاعدادي :
ما أن تجتاز التلميذة إمتحان الحصول على الشهادة الابتدائية حتى يبدأ التفكير في وسط أسرتها على مسارها بعد السادس إبتدائي... لتبدأ الهواجس والحكايات والتبريرات ووو...
وأغلبها إلا القليل يحطم آمال الفتاة القروية ويكبح طموحها فما الأسباب الكامنة وراء زرع عدم الثقة والشك والريبة في عقل الفتاة الامسوانية.
أسباب عدم تمدرس الفتاة :
تعد الأسباب التي تتذرع بها الأسر لمنع بناتها من ولوج الأقسام الإعدادية مختلفة ومتشعبة نذكر منها :
- عدم الطمأنينة على السلامة الجسدية والنفسية لبناتهن.
- بعد الإعدادية عن القرية.
- عدم فائدة تعليم الفتاة
- التحرش الجنسي والخوف من العار
أسباب واهية :
كل هذه الأسباب المذكورة سابقاً متجاوزة وبذلت جهود كبيرة من أجل تجاوزها فالجماعة القروية تتوفر على جمعية خاصة بالنقل المدرسية وتستفيد منها الفتاة خصوصا وبالتالي فمشكل البعد لم يعد قائماً. و بخصوص القرى البعيدة والتي لا يصلها النقل المدرسي فالداخلية الجديدة فتحت أبوابها خاصةً لهذه الفئة و تقدر قدرتها الاستيعابية بأربعين تلميذا وعشرون تلميذة ويمكن رفع عدد المستفيدات إلى 40 أيضاً.
ورغم ذلك ورغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها الإدارة التربوية والمسؤولين عن الداخلية لحث الأباء على إلحاق بناتهن بالداخلية، يبقى عدد الملتحقات قليلا أمام عدد الناجحات وخاصة من قرى كتليلت وتسيلا وإغيل وأونارت... أي التي تبعد عن الطريق الوطنية.
الحلول الممكنة :
أظن أن هذا المشكل يجب أن يشارك شبابنا الواعي في حله، ومحاربة هذا الميز بين الجنسين في الاستفادة من حقهن في التمدرس.
فعلينا جميعاً كمجتمع مدني أو مسؤولين أو أفراد المساهمة في تجاوز هذه الظاهرة والحرص على تدريس جميع الفتيات فهي الأم و الطبيبة و المهندسة و... والتي ستفيد منطقتنا